آذار / مارس 2009   الآراء المنشورة في هذه المجلة لا تعبر بالضرورة عن حقائق نهائية. لذا تتعهد الإدارة بنشر  ما يردها من القراء حولها    

 

 


دعد ألِكْسان

قصـيدتان


 

إمرأةُ شرقيّة

 

لمّا رأيتك.. ظننتك قيساً وأنا ليلى العامريّة..

فتزيّنت كما تتزين كلّ النساء..

وتعطرّت كما تتعطر كلّ النساء..

وبنيت لنا عوالم لؤلؤيّة..

وأنت تلثم أطراف أصابعي ببرود..

وتفصّل الكلمات..

تحاصرني بملامح شمعيّة..

وتخاطبني مثل الفرسان..

وتحرر يديك بطريقة حضاريّة..

تغيّر التوقيت في جسدي..

وتشعل فيّ أقاليم وهميّة..

وأنا امرأة غريبة في تاريخ النساء..

سجينة كلّ الوصايا..

باهظة الثمن كجواري السلطان..

 مسكونة بخرافات شرقيّة..

لن أدعوك...

فأنا موجودة لرجل..

يرسم لوحات فوق جبال صخريّة..

ويعرف توقيت المدّ والجزر..

لكلّ الشطآن الرمليّة..

لرجل يتسلل في رئتي كرائحة بخورٍ هنديّة..

لرجل يبحر في روحي كالسفن الأغريقيّة..

لرجل يمطرني حبا"..

لجسده رائحة أرضٍ عربيّة...

---------------------------------


جهنما

 

يطوف على وجهي قلقٌ لم أقصده و قد خانا

ما ليس أنتظرُ..أن اللقاءَ قد حانا..

فتحت البابَ..بلا شوق..

وكأني فتحت بابَ جهنمَ بنيرانا

غديرٌ سقى الجمالَ بسمرته..

فخلقت في الأرض فتنةً و جنانا..

وشعاعُ الشمس في الكفين مطروحاً

يشرب من أديم الهوى نشوانا..

إن تلاقينا  بلا توقيت فالسرُّ

أن اللقا  يأتي بلا إعلانا..

مررتُ بعيني حين وقفتَ مذهولاً

يتمطىّ النطقُ في عينيكَ ريحانا..

والرعشةُ في أهدابكَ هتفت ..

كمن بالماءِ يبشّرُ عطشانا..

يا ويلَ روحي من ظمىءٍ ..

والخمرُ في عينيكَ ينسكبُ..

ليسقي ألفَ ألفَ بستانا

لو أصابنا من خمرهِ شيءٌ..

عن سنينِ القحط...لكانَ عزّانا

 

 


 

عودة إلى الصفحة  الرئيسية

عودة إل صفحة الأدب

 

 


حقوق النشر محفوظة للقارئة والقارئ