25
عاما ركلتها خلفي , أو هي ركلتني
..
كل الاحتمالات
صحيحة .
يااااااااااااه , كيف
يعدو العمر ؟ كيف يعدو كأرنب مطارد ؟
و ( كجلمود صخرٍ
حطّه السيلُ من عل )
و كيف ذابت السنون
كأحلام البؤساء ؟
و كيف تلاشت كمعاشات
المتقاعدين ؟
و أماني الكادحين
..
و ذنوب الصالحين
..
و كيف تاهت كالكلاب
الضالة ؟
و جاعت كقطط الشوارع
وليس
ثمة تونة
!!
و كيف تبعثرت كأصدقائي
الطيبين ؟؟
و كيف تشظت كأفراحي ؟
25
أنظر إليها خلفي و أجمع
ما يكفي من اللعاب
لأبصق عليها
.
لكنني لا أبصق ,
أدّخر لعابي للسنوات المقبلة
لاشك أنها أسوأ
و تحتاج لعابا
كثيرا و مركزا .
إذن .. قبل 25 خرجت إلى
الظلام
***
25
عأما , قضيت أغلبها على مقاعد التعليب
/ التعذيب
كلّ صباحٍ أحمل أسفارا
لا أفهمها , و أعود بعد
جرعةٍ من الصياح
لا أفهم كيف لا أفهمها
تم تعليمي /
تعليبي على نحو رائع .
درست فاندرست
***
في مادة الوطنية كانت
درجاتي متدنية
على الرغم من
الصياح الذي أسكبه كل
صباح في الطابور
فهمتها و حفظتها بالسوط
و الكرباج ( و في الاختبار كانت
إجاباتي صحيحة ,
فقط : أخطأت في اسمي و أصبت في اسمه و نجحت(
و في الرياضيات تعلمت أن
الطريق المستقيم
أقصر الطرق , و
آمنها أيضا ..
و أنه الطريق الوحيد
الذي لا يؤدي إلى السجن
و أن الزوايا
الحادة مؤلمة جدا !!
و أن 100 تساوي 1 و 1 لا
يساوي شيئا
و في الإنشاء و
الإملاء تعلمت ألا أكتب خارج السطر
.
و أن الحرف حتف و خسف و
نسف
و في الفقه تعلمت
أن ما بلغ النصاب من البقر
فهو شعب
!!
و ما بلغ النصاب من
الظلم فهو حاكم
و ما بلغ النصاب من
الوجع فهو مواطن
و ما بلغ النصاب
من الألم فهو أنا !!
و أن ( الوطن ) يوجد في
المعاجم و بلاد الأعاجم
و حين ضبطني معلم
العربية , أبحث
عن مفردة ( وطن )
في المعجم , رمقني قائلا :
انتهت الحصة
.
و تعلمت في اللغة
أن ( الثروة و الثورة )
تتضادان , و أن من يملك
الأولى لا يحتاج الثانية
و أن ( كَتَبَ و كَبَتَ
) مفردتان : الأولى إفراز للثانية
و أن ( سرق ) تأتي بمعنى
( وهب ) في
لغة بني كلاب
!!
و في الحديث تعلمت
أن أكذب و أكذب و أكذب
و أتحرى الكذب
حتى يكتب عني (
صحفيًّا )
و في النحو تعلمت أن
حروف ( النصب ) كثيرة
و أن حروف الجزم يعلوها
الغبار
و أن المواطن مجرور و
منصوب و حظه
مكسور , .. و الفاعل
حقير مستتر
و تعلمت أن
الضمائر تباع
كلها تباع .. فقط تتفاوت
الأسعار
و في التوحيد تعلمت أن
الحكام يموتون أيضا
و لو بعد حين
.
و في التجويد تعلمت أن
للحروف مخارج
و لكنها مغلقة
!!
و في الرياضة تعلمت
أن الدرب طويلٌ طويل ..
و ليس ثمة تكسي
و أن الأحذية أنواع
كثيرة
أفخرها ماركة
مواطن
و في الجغرافيا تعلمت أن
الجهات ثلاث
شمالٌ و شرقٌ و غرب
و أن المناخ مناسبٌ
للصوص النبلاء ليقوموا
بأعمالهم
الشريفة
!!
و أن العالم العربي
يصدّر الكلام
و يستورد الأفعال
و في الفرائض تعلمت أن
للبنت الَّنسْف
و للابن ما يريد
و زيادة
و أن الأوطان تورّث
كالأبقار و الحمير
!!
و في القرآن تعلمت
: ( إنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيد
)
و في التفسير
تعلمت أن
(
مواطن ) تعني : جسد مسجّى
على قارعة الذلّ
***
25
عاما
..
رأيتني أعصر خمرا
و يسكر غيري !!
و أصنع خبزا و
يشبع غيري !!
تخرّجت مواطنا صالحا
للاستهلاك يقترف الأكل و النوم
و التفريخ باقتدار
.
و يتعاطى بعض
الأحلام ( في حدود ما يسمح به الليل
)
أنجزت كثيرا من
الأكل و النوم و قليلا من الحياة
!!
...
***
25
الحمد لله أنهيت الربع / الرعب ..
الأول
من حياتي بأقل
الخسائر ..
أفترض أنني سأعيش مئة
عام
من العزلة , لأن عمر
الأشقياء
طويل
!!!
25
خرجت منها
نصف إنسان بنصف
أحلام ..
و بأوجاع كاملة
و أوهام فائضة
و أحلام مسلولة و مسلوبة
***
25
لو استدبرت من أمري /
عمري ما استقبلت لفضلت
أن أموت بالحصبة أو
الفالج
***
25
خرجت منها مواطنا / روبوتا بضمان مدى
الحياة
لا يتعطل و يدار
عن بعد بالريموت كنترول
و يعمل في سلك
الذلّ .
عيد ميلاد تعيس |