الآراء المنشورة في هذه المجلة لا تعبر بالضرورة عن حقائق نهائية. لذا تتعهد الإدارة بنشر  ما يردها من القراء حولها

تشرين أول/ أكتوبر  2009

   

هواجسٌ غير مرتبة..!

 فاضل الخطيب

   
 
 
 

 

نتراشق، نركض في سباقٍ خارج الزمن.

نرقص كالفراشة حول الشمعة.

في غفلة نفقد أجنحتنا خلال الرقص.

تتبخر دمعة حب، وكل هذا يسموه الحياة..

.....................

 

إذا أحببت، هكذا،

لا تقل ولا كلمة،

انسَ حروف اللغة،

امسك ضفاف الصمت!

فيه حفيف رسالة موسيقية لك،

أو عطر لوحة تشكيلية تُغنيّ

في رأسك،

مفيدٌ جداً سماع بريد غبار الطلع، هكذا.

وإذا كنت تخاف أنه لم يسمع،

لأن المطرقة في أذنه لا تتكلم مع سندانها،

"دندن" قليلاً!، هكذا.

لكل إنسان

"دندنة" سريّة،

إذا لمسها في رحيق الحبق المتمايل في الشباك، ربما

"يدندن" قلبه، هكذا.

في يومٍ ما، كل واحدٍ يشعر، أنه طائر.

في هذه الحياة، لا يوجد شيء مهم،

سوى هديل حمامات الصدر.

المهم الأكبر،

أن يأخذ سلام الزاجل قلبك رهناً،

ويغطسه في رحيق خمر شفتها السفلى ويلفه بكَفن الآهات،

ويعود يهمس في أذنك...، لتعلن إيمانك فوراً ويُردد لها إله العشق آيات الحب،

وهل من شيء مهم أكثر؟

.....................

 

ذاك يومٌ كان، بتثاقل رحل مع ضرع غيمة.

هل تكسر حزنك، أم هو يكسرك؟

امضغ بصمت صليبك، أم احمله وارحل!

على وتر ربابة بدوي أشقر علّق، صلواتك.

في منتصف الليل، يبدأ أحياناً يومٌ، جديد.

مع الملائكة أركع وأصلّي كي يكون، يومك القادم أفضل!

 

لماذا تركض وراء المشاكل؟

من شقوق الفجر وبدون استئذان وحدها تحضر.

الحياة، هي طريق نقطة أو نقطتان، بلا رخّصة، تتراقص بين،

وفوق الحدود والحُفَر.

ليكن طويلٌ الطريق وجميل، رغم شحوب الأمس المتقمص

 بعيون الحاضر والمستقبل.

نواح الدوري، ينشده نهارٌ مشمسُ في ربيع عطر الجوري،

وتردده اليراعات على دنان الخمر، من أجل عشاق الليل الممتد لليلٍ آخر.

ثمّ أوقِظ نجم الصبح بموعده، ومعه أتوضأ على مذبح معبدنا الأول..

.....................

 

لا أموت مئة مرة،

لكني لا أملك الشجاعة لأموت

مرة واحدة.

لا أملك الشجاعة حتى

لمرة واحدة.

رائعٌ هذا الجبن، ولو لمرة واحدة.

بائسة تلك الشجاعة، لا

أريدها ولا مرة واحدة..

.....................

 

خطوطٌ متقطعةٌ،

مع ازدياد أحجار أميال الطريق،

تصبح على الإسفلت

 خيطاً.

من يعرف أين أسير؟

لا أعرف من أين قادم أنا؟

كم باقي من الطريق؟.

شيءٌ واحد أعرفه،

أنني ممسك بالخيط المتقطع.

 

مدنٌ تغتصبها الألوف

من البشر.

جبالٌ، تُعريّها الوديان وتغفو مقفرة

بلا سهر.

أنا لا أرى إلاّ في النهار،

رغم ذلك أسير في ليلٍ بلا نجوم.

ومازلت أجهل كم خطوة باقي من الطريق.

 

متى يصبح الحاضر

مستقبل؟

ميلٌ واحدٌ، آخر

ميل بقي أمامي،

وخلف آخر ميل، كنت أول من بقيت،

هي قرأت هناك، بعض هواجس مكتوبة، بدمع

الحبر الأحمر،

وأنا بقيتُ هنا، تحت سماءٍ نبتت فيها امرأة،

عاشقة من أرض المجر..

......................

بودابست، 14 / 9 / 2009

 

 

 
 
 

أرسلوا هذه الصفحة للأصدقاء


عودة إلى صفحة الأدب

عودة إلى الصفحة  الرئيسية

حقوق النشر محفوظة للقارئة والقارئ

مدن محظورة   2009      modon net