أعـبر جسـدَكِ الـرخيمَ إلـى أصـابعي
مـتدثراً رائحـة الـبخور
ومـحلقاً
بـجناحين حـملتهما ريـاح الـرغبة الـدائمة
للـسقوط
فـي إثـم صـلاة
لتـلك الـثلوج الـقطبية
وهـي تـلوّح للـعابرين جـهةَ الـقلب
أعـبرُ ذاكـرةَ الـمسام
- كـانت كـلُ الـطرقِ تـقودُ إلـيك -
أعـبرُ
الـفرحَ الـقاتلَ الـقادمَ دون اسـتئذان
مـتعثراُ بـدمائي الـمشتعلة
ومشدوداً كالـوتر
بـين شـفير هـاويةِ جسـد
يـزداد عـطشـا كـلما ارتـوى
وصـدى أنـغامٍ بـيضاءَ
لـربابةٍ من خشبِ العنبر
ومـن رضـاب شـفتيكِ الشـهيدتين
أعبـرُ
وفـوق آلاف الـوجوهِ الـمكفهرة
الـمزدحمةِ عـلى أبـوابِ الـموت
تـتسلقينَ جسـدي إلـى أصـابعِكِ الـمنقبضة
عـلى صـرخةِ الانـتصار
والـمطرُ الـمتدفقُ عـبر الـنوافذٍ الـمشرعة فـي جـسدينا
يـبعثرُ رائحـةَ الـعرقِ الـشـهية
عـلى أرصـفةِ مـدنٍ
فـقدت الـذاكرة
* * *
عـلى الأسـفلتِ الـملتهب
هـناك
بـعيداً عـن غـابةِ الأفـاعي
ومسـاكن الـحزن الـصاخبة
ثـمّةَ رجـلٌ يـغادرُ الـمدينة
تـقوّسـت ضلوعه حـروفـاً
لأبـجديةِ
اعشوشبت فـي مـروجِ الـرخام
وفـي أوديـةِ الـحرير والـحمى
عـلى شـفتيه وشـمُ
حفره
منقارا حـمامتين ثـرثارتين
وذراعـاه الـممتدتان حـتى الأفق
تـخفقان
كـجناحي طـائر خـرافي
فـي فـضاء لـزج
|