الآراء المنشورة في هذه المجلة لا تعبر بالضرورة عن حقائق نهائية. لذا تتعهد الإدارة بنشر  ما يردها من القراء حولها

كانون ثاني/ يناير  2010

   

أنواع الأنظمة العربية

 كامل عباس

   
 
 
 

حّل العام الجديد على الديار العربية وهي في حالة شبيهة الى حد بعيد بحالتها قبل ألف وأربعمائة عام , عندما كانت قبائل متناحرة فيما بينها ضمن إمبراطوريتين كبيرتين هما الروم والفرس , وحتى تكتمل المأساة نجد ان تركيا وايران تحاولان ملء الفراغ العربي. تماما كما كانت الأمور ايام الروم والفرس .

ان جميع الأنظمة العربية من مشرقها الى مغربها ومن شمالها الى جنوبها تُحكم من قبل عائلات تنتمي الى زمن سابق على الزمن الحالي . تنتقل فيه السلطة وراثيا داخل هذه العائلات من الأب الى الابن او الأخ او الزوجة او الصهر , وتوزِع تلك العائلات الثروة والسلطة فيما بينها وتحيط نفسها بأجهزة أمنية مروعة وسط فقر وبؤس مروع رغم الثروات العربية الهائلة . هل نحن نفتري ؟ لنستعرض الأنظمة الحالية بكل أشكالها سواء كانت أميرية ام ملكية ام جمهورية .

 

الأنظمة الأميرية:

 - آل السلطان قابوس في سلطنة عُمان .

 - آل حمد في مشيخة قطر التي هي على حد وصف الصحف المصرية امرأة وقناة .

 - آل الصباح في إمارة الكويت .

 - آل نهيان في الامارات العربية المتحدة .

 

الأنظمة الملكية:

-  آل سعود في الجزيرة العربية , وهو أوضح الأنظمة العربية وأكثرها انسجاما مع نفسه , فالجزيرة العربية ملك عائلة آل سعود – وكان المدينة المنورة ومكة وغيرها من مدن الجزيرة لم تعرف التاريخ قبلهم , وبشكل خاص تاريخ الاسلام الذي جاء في الجزيرة العربية لمحاربة حكم السلالات المرزولة عند الفرس والروم . وهو نظام ملكي استبدادي مطلق , تتقاسم فيه البلاد أمراء العائلة المالكة بحيث يكون لكل مدينة أمير ولكل ضرب من ضروب الحياة أمير أيضا .

-  آل خليفة في البحرين ..

 - آل هاشم في الأردن .

 - آل الحسن الثاني في المغرب .

 

الأنظمة الجمهورية:

حُكم العائلات في الأنظمة الجمهورية يكاد يكون بنفس الوضوح في الأنظمة الملكية , وفي مقدمة هذه الأنظمة نظامنا السوري. ومسيرة رئيسنا الشاب بشار الأسد في الحكم تجعل لعاب باقي الأنظمة يسيل باتجاه توريث الأبناء .

- آل مبارك في مصر. احتمال انتقال السلطة من الأب الى الابن جمال مبارك . الصحف الجزائرية تتحدث عن ثروة علاء وجمال مبارك التي تصل الى أرقام فلكية .

- آل القذافي في ليبيا . احتمال انتقال السلطة الى الابن سيف الاسلام .

- آل صالح في اليمن . ابن علي عبد الله صالح ضابط في القصر الجمهوري يرتب الأمور باتجاه الاستيلاء على السلطة مستقبلا .

- آل بو تفليقة في الجزائر , عُدل الدستور ليتم التجديد لأرملة بو مدين ( حسب تعير الشارع الجزائري )عبد العزيز بو تفليقة وهو أعذب وليس له أولاد , لذلك يرتب الأمور باتجاه انتقال السلطة الى أخيه .

- آل بن علي في تونس . عُدل الدستور وسيعدل في النهاية ليصبح بن علي حاكما الى الأبد . وعندما يشعر بدنو اجله يفكر بالتوريث ربما لامرأته من بعده .

- آل البشير في السودان . رئيس السودان عمر البشير يخطط للبقاء في السلطة الى الأبد و وكل قرارات العالم تمر من تحت جزمته – حسب تعبيره -

- النظام اللبناني : وهو نظام جمهوري برلماني يوزع دستوره الرئاسة وملحقاتها توزيعا دقيقا بين الطوائف , وان كان النظام في الظاهر غير عائلي , لكنه على ارض الواقع أكثر عائلية من كل الأنظمة العربية .ان قسنا ذلك بالمفرق وليس بالجملة والحقائق تفقأ العين.

1 - آل الحريري

2 - آل بري

3 - آل جنبلاط

4 - آل عون

5 - آل الجميل

6 - آل نصر الله

7 - آل شمعون

8 - ....الخ

ملوك الطوائف في لبنان , تنتقل الامتيازات السلطوية داخل العائلة وراثيا مثل باقي الأنظمة العربية من الأب الى الابن. من الشيخ بيير جميل الى الشيخ أمين ومن كميل شمعون الى ابنه داني شمعون ومن رفيق الحريري الى الشيخ سعد . ومن كمال جنبلاط الى ابنه وليد ومن وليد الى تيمور . وان لم يكن لملك الطائفة ولد ذكر ينقل الملكية الى الأخ او الصهر او الزوجة .

 

- النظام العراقي :

يسير النظام العراقي على خطا النظام اللبناني بعد ان رسمه سيد البيت الأبيض آنذاك ( بوش ) كنظام محاصصة طائفية بين الشيعة والسنة والأكراد . يتقاسم النفوذ داخل كل طائفة عائلات معروفة تورث السلطة الى أبنائها مثل عائلة البرزاني والطالباني عند الأكراد وعائلة الصدر والحكيم عند الشيعة التي انتقلت سلطاته بعد موته الى ابنه من بعده بفضل جهود الإدارة الأمريكية .

 

إصلاح الأنظمة العربية الحالية بات ضرورة تاريخية بعد ان اصبحت عبئا على المنطقة والعالم , ولم تعد تنسجم مع روح العصر , اصلاح اقتصادي واجتماعي وديني وأخلاقي , وفي القلب من هذه الأنواع الإصلاح السياسي .

أمامنا طريقين في المنطقة لا ثالث لهما .

- ركوب الأنظمة الحالية رأسها والإصرار على الحكم بالطريقة القائمة مما سيؤدي – عاجلا ام آجلا - الى كوارث على المنطقة والعالم شبيهة بالكوارث التي حلت وما تزال قائمة في العراق .

- اقتناع العائلات الحاكمة بحاجة بلداننا الى اصلاح شامل ومتعدد الوجوه , اقتصادي واجتماعي وديني وأخلاقي , وفي القلب من كل هذه الأشكال الإصلاح السياسي . اصلاح متدرج ومحسوب يتم فيه الإفراج عن مكونات المجتمع المدني وإطلاق طاقاته ليسند ويساند الدولة بدلا من أجهزة القمع .

هذا هو الطريق الوحيد الذي يخدم على المدى البعيد الأنظمة اولا والمنطقة ثانيا والعالم ثالثا .

 
 
 

أرسلوا هذه الصفحة للأصدقاء


عودة إلى صفحة السياسة

عودة إلى الصفحة  الرئيسية

حقوق النشر محفوظة للقارئة والقارئ

مدن محظورة   2009      modon net