كانون الأول / ديسمبر  2008

 


 

كوابيس خالتي وضحة

أنور يونان


1 -

 

تسأل خديجة بن قنة  قائدا لفصيل مقاوم في غزة: ماذا تنتظرون من هذا العدوان الذي أودى بحياة  مئات الضحايا ؟

القائد في غزة:  هذه الضحايا  ستوقظ الضمير العالمي وتحول أنظار الرأي العام العالمي نحو ما يجري من جرائم ترتكب بحق شعبنا .

خديجة بن قنة: لكن الرأي العام العالمي ليس معكم.. فحتى روسيا رأيناها تدعو الطرفين للكف عن استخدام السلاح.

القائد في غزة: الرأي العام العالمي هو مجرد أكذوبة .. فأميركا هي التي تفرض إرادتها في كل مكان من العالم!

وإذن، أيها القائد في غزة، ما الفائدة من "إيقاظ" الضمير العالمي، والرأي العام العالمي مجرد أكذوبة!؟

 

2 –

خالتي وضحة تعرف أن الضمير العالمي تنتابه نوبة سبات في عطلة  أعياد الميلاد ورأس السنة.

وخالتي وضحة تعرف أن  إسرائيل ستستغل فترة   "الفراغ الدستوري" بين عهدين رئاسيين، والذي  لا يسمح  للإدارة الأميركية  بفرض إرادتها، على مسار  حدث مهم في العالم. فكيف إذا كان الحدث من صنع ربيبتها إسرائيل!

فهل غاب هذا الأمر عن ذلك  القائد، وصحبه،  في غزة !؟

ألم يكن واجبا على ذلك القائد أن ينصح  حكومة حماس في غزة بالانتظار  بضعة أسابيع، فتنقضي  فترة الأعياد،  ويدخل اوباما البيت الأبيض، ويسترد العالم أنفاسه بعد "التسونامي" الذي عصف بالاقتصاد في كل موضع،  قبل أن تعلن هذه "الحماس"  عن  انتهاء فترة  الهدنة مع إسرائيل؟

هل كانت حكومة حماس  تجهل أن إسرائيل سـ"تستثمر" تلك الصواريخ البائسة كي تعلن أمام العالم أنها تهدف إلى "إعادة الأمن والسلام إلى سكان المدن والقرى الجنوبية"، كما قال أولمرت.

وهل كانت حكومة حماس تجهل أن إسرائيل "التزمت" أمام بعض من يهمهم الأمر من الحكومات العربية، بما فيهم محمود عباس، بالقضاء عليها!؟

 

3 –

خالتي وضحة ترعى الغنم وتجيد العزف على الناي. يطرب القطيع  لنغماتها  فيزداد شعوره بالأمان وتتفتح شهيته في مرعاه.

خالتي وضحة تشم رائحة الذئب حين يحوم حول خرافها، فتستنفر كلابها.  فإن تكاثرت الذئاب، وكان أهل الحي في غفلة عنها وعن قطيعها، لملمت أغنامها وخرفانها وعادت بها إلى الاسطبل.

ما لا يعرفه أحد عن خالتي وضحة أنها تهب في منتصف   الليل  وهي ترتجف رعبا من  الكوابيس التي تزورها كل ليلة  وتستعيد المجازر التي يتعرض لها الفلسطينيون.

وهي تطرح أحيانا أسئلة "ساذجة" من مثل: ما دامت حماس لم، ولا، ولن تعترف بإسرائيل؛ فلماذا تطلب من إسرائيل أن تفتح المعابر بينها وبين قطاع غزة !؟

ولماذا لم ترتب أمور القطاع، وهي الآمر الناهي فيه،  فيستغني  عن كل ما يأتيه من إسرائيل، ويغلق  الحدود مع هذا العدو !؟

سامي أبو زهري، القيادي في حركة حماس، يصارح خديجة بن قنة فيقول إن غزة  بحاجة، يوميا،  إلى سبعمئة شاحنة من الأغذية والمواد الضرورية للحياة.

من أين ؟

من إسرائيل !!

 

4 -

خالتي وضحة  تعرف، أيضا،  أن هذه  المحرقة وهذه الحرب الضروس ما كانت  لتتم لولا الصمت العربي و التواطؤ الأوروبي والدعم الأمريكي.

فكيف جهل خالد مشعل واسماعيل هنية  ورمضان شلح  أن العرب سيصمتون والأوربيين سيتواطؤون والأميركيين سيدعمون!؟

على من راهنوا ؟..

هل راهنوا على حسن نصر الله !؟.. أم على أحمدي نجاد !؟

أم على كوابيس خالتي وضحة !؟

 


 
   

إن استحسنت هذا الموضوع أخبر أصدقائك به

 

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

un compteur pour votre site